لأول مرة تُقام مسابقة نجمة النشيد. أقامتها لجنة التنمية الاجتماعية في الشرائع حيث أقيم منذ حين. ولأنها أول مرة لم تكن أمور كثيرة في حسبان القائمين عليها، من تلك الأمور حجم تأثير التصويت على نتيجة المسابقة، وانعدام التقسيم العمري للمشاركات.
شارك في المسابقة الأطفال مع الكبار. وفي المرحلة الأخيرة تأهلت طفلة مع فتاتين كبيرتين، جميعهم متميز وأداؤه جميل. في التصويت الأخير أعطيت صوتي للطفلة، كان دافعي أن أدائها جميل، ثم إنها صمدت للمرحلة الأخيرة لتكون في المنافسة مع الكبيرتين. الأطفال الصغار أعجبتهم الصغيرة وإنشادها أكثر فكانت أصواتهم التي لم يتسنى لبعضهم إيصالها تصب في صالحها، وهناك من أعطوها أصواتهم متعاطفين معها ومتوقعين أن يصوّت الجميع للكبيرتين وتضيع بينهما!
في النهاية حين أُعلنت النتيجة لصالحها تكلم بعضهم عن أنها صغيرة ولديها فرصة لأن تفوز لاحقًا وتثبت نفسها، وأن الكبيرتين أولى منها بالجائزة ولكن التصويت السبب.. نعم، من لجنة التحكيم من تكلم بهذا أمامها وأمام الجميع ولم يعجبني هذا أبدًا، خذي الجائزة التي لا تستحقيها، لو أمكننا التحكم بالتصويت ما كانت لك..!
أخرى من لجنة التحكيم قالت هذا المعنى أيضًا بطريقة ألطف، وتكلمت عن أن الله من أراد لها أن تفوز، أنه نصيبها ومكتوب، في مواساة لمن خسرن الجائزة..
تهمني هذه التفاصيل بما أن من نظّمت المسابقة قريبة لي، وتهمني لأني أنوي الاشتراك لاحقًا -الآن أفكر أن لا بما أني أكتب التفاصيل وأدركها أفضل :)- ، لكن المهم ليس هذه التفاصيل، ما يهمني في الأمر هو أني حقًا شعرت بالسعادة لها.. وأني شعرت في الحدث هذا بتدبير الله.. من فوق سبع سماوات كان نصيب الطفلة هذا اللقب، ومن فوق سبع سماوات تشكلت كل التفاصيل والأخطاء والظنون والنوايا لتنتهي الليلة بها تمسك كأسها وتبتسم أمام الكاميرا متوجة باللقب لمسابقة تقام أول مرة، وكأن كل شيء كان كيفما كان لأجلها فقط!
*
اضافة:
"إن الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود. ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير. فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به، وتمر بغيره، والأرض كلها.. ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود.. وأن هذه الذرات كائنة في موضعها في التصميم الكامل الدقيق. لازم بعضها لبعض. وأن ذلك كله مقدر مرسوم معلوم في علم الله المكنون.. حين يستقر هذا في تصوره وشعوره، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها على السواء. فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله، ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله. ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى. رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون !
وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون. فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء، ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله، وذكره بهذه وبتلك، والاعتدال في الفرح والحزن. قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا".. وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء..”
ـــــــــ
© في ظلال القرآن - سيد قطب
شارك في المسابقة الأطفال مع الكبار. وفي المرحلة الأخيرة تأهلت طفلة مع فتاتين كبيرتين، جميعهم متميز وأداؤه جميل. في التصويت الأخير أعطيت صوتي للطفلة، كان دافعي أن أدائها جميل، ثم إنها صمدت للمرحلة الأخيرة لتكون في المنافسة مع الكبيرتين. الأطفال الصغار أعجبتهم الصغيرة وإنشادها أكثر فكانت أصواتهم التي لم يتسنى لبعضهم إيصالها تصب في صالحها، وهناك من أعطوها أصواتهم متعاطفين معها ومتوقعين أن يصوّت الجميع للكبيرتين وتضيع بينهما!
في النهاية حين أُعلنت النتيجة لصالحها تكلم بعضهم عن أنها صغيرة ولديها فرصة لأن تفوز لاحقًا وتثبت نفسها، وأن الكبيرتين أولى منها بالجائزة ولكن التصويت السبب.. نعم، من لجنة التحكيم من تكلم بهذا أمامها وأمام الجميع ولم يعجبني هذا أبدًا، خذي الجائزة التي لا تستحقيها، لو أمكننا التحكم بالتصويت ما كانت لك..!
أخرى من لجنة التحكيم قالت هذا المعنى أيضًا بطريقة ألطف، وتكلمت عن أن الله من أراد لها أن تفوز، أنه نصيبها ومكتوب، في مواساة لمن خسرن الجائزة..
تهمني هذه التفاصيل بما أن من نظّمت المسابقة قريبة لي، وتهمني لأني أنوي الاشتراك لاحقًا -الآن أفكر أن لا بما أني أكتب التفاصيل وأدركها أفضل :)- ، لكن المهم ليس هذه التفاصيل، ما يهمني في الأمر هو أني حقًا شعرت بالسعادة لها.. وأني شعرت في الحدث هذا بتدبير الله.. من فوق سبع سماوات كان نصيب الطفلة هذا اللقب، ومن فوق سبع سماوات تشكلت كل التفاصيل والأخطاء والظنون والنوايا لتنتهي الليلة بها تمسك كأسها وتبتسم أمام الكاميرا متوجة باللقب لمسابقة تقام أول مرة، وكأن كل شيء كان كيفما كان لأجلها فقط!
*
اضافة:
"إن الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود. ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير. فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به، وتمر بغيره، والأرض كلها.. ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود.. وأن هذه الذرات كائنة في موضعها في التصميم الكامل الدقيق. لازم بعضها لبعض. وأن ذلك كله مقدر مرسوم معلوم في علم الله المكنون.. حين يستقر هذا في تصوره وشعوره، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها على السواء. فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله، ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله. ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى. رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون !
وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون. فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء، ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله، وذكره بهذه وبتلك، والاعتدال في الفرح والحزن. قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا".. وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء..”
ـــــــــ
© في ظلال القرآن - سيد قطب
اليست الفائزة مغربية ؟؟؟
ردحذفمسابقة محلية نسوية هذه، اسمها "نجمة النشيد" وليس "كنز" التابعة لطيور الجنة :)
ردحذفطبعًا كنز للأطفال فقط والفائزة الجميلة المغربية أمينة كرم الله يوفقها للخير :)
نجّو، ما فيه تسجيل مسموع للأصوات المتنافسة؟
ردحذفنو، مافيش :)
ردحذف